🥛يتكون الحليب من المواد الغذائية للعلف في الغدة اللبنية والتي تعمل بنشاط في فترة الإدرار ولتكوين 1 كغ حليب يمر من خلال الغدة اللبنية حوالي (500 – 600) ليتر دم، لكن تركيب الحليب يختلف بشكل كبير عن تركيب الغذائي للمواد العلفية وكذلك عن تركيب الدم. وهذا يدل على النشاط الإفرازي المعقد للغدة اللبنية ، حيث صفات وشدة العمليات الفيزيولوجية المرتبطة بعملية تكوين الحليب تتطلب تغير جوهري على مدار فترة الإدرار. 👈ولإظهار طاقة البقرة القصوى على إنتاج الحليب يجب تنظيم فترة الإدرار بكاملها وعلى الأخص في الثلث الأول منها عندما تكون الأبقار قادرة على إعطاء الإنتاج الأعظمي . ومن هذه الإجراءات إعطاء تغذية متوازنة وكافية واستخدام الحلابة الصحيحة مع إجراء مساج للضرع والإيواء الجيد. ويقسم موسم الإدرار إلى ثلاث فترات إنتاجية وفقاً لكمية الإدرار والحالة الفيزيولوجية للبقرة وهي :
⬅️فترة بداية الإدرار : وتضم هذه الفترة البقرة الوالدة حديثاً ، وهي تمتد من الولادة حتى 10 –12 يوماً وأحياناً 21 يوماً إذا كانت البقرة منهكة وهذه تتطلب تغذية خاصة . وتليها فترة صعود الإنتاج وفي هذه الفترة تصل البقرة إلى قمة إنتاجها وتتطلب رفع مستوى الطاقة والمواد الغذائية الأخرى في العليقة (النسبة بين الأعلاف المالئة والمركزة وتعطي البقرة خلال هذه الفترة 40-50% من إنتاجها الكلي
⬅️الفترة الوسطى للإدرار: وتبدأ من الشهر الرابع إلى السابع وتعطي البقرة خلال هذه الفترة حوالي 30-35% من الإنتاج . الحيوانات في هذه الفترة تعطى الأعلاف المركزة على حسب مستوى الإنتاج والأعلاف المالئة حسب ما تستطيع استهلاكه .
⬅️فترة هبوط الإنتاج والتجفيف : وهي من الشهر الثامن إلى الشهر العاشر وتعطي البقرة في هذه الفترة حوالي 20-25% من الإنتاج ، في هذه الفترة تعطى الحيوانات عليقة تحوي كمية محددة من العلف المركز . إن مستوى التغذية يتعلق بحجم وتركيب الحليب وكذلك مرحلة الإدرار ووزن الحيوان وعمره وحالة اكتنازه وطريقة التربية ( مقيدة أو طليقة ) وفي الشتاء إلى جانب هذه الأمور تؤخذ بعين الاعتبار درجة حرارة الحظيرة وتنظيم عملية الشرب .
👈تبدأ فترة الأبقار الوالدة حديثاً مباشرة بعد الولادة وتستمر 1.5-3 أسبوع في هذا الوقت تكون الأبقار في قسم الولادة وتتطلب عناية وتغذية خاصة ، تسبب التغذية غير الصحيحة للأبقار الوالدة حديثاً إصابتها بأمراض ثقيلة فتضعف شهية الحيوان ويحدث انخفاض شديد بإنتاج الحليب يترافق باضطرابات عصبية ، وزيادة العليقة بسرعة يؤدي إلى اضطراب الهضم وإصابة الضرع. لذلك يجب العناية بالبقرة في فترة مابعد الولادة مباشرة والتي تمتد حوالي أسبوعين .
في اليوم الأول بعد الولادة تعطى البقرة الدريس الجيد البقولي أو البقولي النجيلي والماء الدافئ والمضاف إليه ملح الطعام ( 100-150ملح/10 ليتر ماء ) ، في اليوم الثاني والثالث يضاف إلى الدريس 1-1.5 كغ علف مركز ملين والذي تكون فيه نسبة البروتين إلى النشاء 1-4.5 ( نخالة القمح ، طحين الشوفان أو الشعير ، كسبة القطن ، كسبة الكتان أو عباد الشمس ) على شكل شوربة وإذا كان توتر الضرع ضمن الحالة الفيزيولوجية عندها نبدأ من اليوم الرابع وبالتدريج إضافة الأعلاف الغضة مثل الجذور والسيلاج ( شتاء ) والأعلاف الخضراء ( صيفاً ) وكذلك بالتدريج تزداد كمية العلف المركز حتى تصل البقرة خلال 10-12 يوم إلى العليقة الكاملة . إذا كان الضرع غير مرن وصلب أي في حالة التهاب أو خرب الضرع ، نحد من إضافة الأعلاف الغضة والمركزة إلى العليقة وتحلب البقرة بشكل جيد ونقوم بعمل مساج للضرع .
👈 تساعد التغذية المركزة للأبقار الوالدة حديثاً، وبدون إعارة الانتباه إلى حالة الضرع ، على تطور التهاب الضرع . تعمل البقرة بعد الولادة وخلال 2-3 أسابيع على التخلص من مظاهر الإجهاد التي سببتها الولادة وعلى إعادة البناء الوظيفي في الجسم لإنتاج الحليب وبعد انقضاء هذه الفترة تكون البقرة قادرة على زيادة الإدرار والوصول إلى قمة الإنتاج في الأسبوع 5-6 وهذه الفترة تمتد حتى الشهر الثاني أو الثالث من الإدرار وعندها تكون الاحتياجات الغذائية اللازمة لتركيب الحليب تفوق كمية المواد الغذائية المتناولة من العليقة وفي هذه الفترة تكون الحيوانات أكثر حساسية لظروف التغذية .
👈فالبقرة بعد الولادة قادرة على زيادة الإنتاج بشكل حاد لذلك في هذا الوقت تتطلب تغذية الأبقار اهتماماً خاصاً . ويجب تغذية الأبقار جيداً مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتها على زيادة الإنتاج بدءاً من اليوم العاشر بعد الولادة وعند وصول البقرة إلى عليقتها الكاملة نبدأ بإعطائها كمية من المواد الغذائية زيادة عن احتياجات إنتاجها الفعلي التي تتطلبها في اليوم وهذا ما يسمى بالدفع الغذائي لتصل البقرة إلى إمكانياتها الفيزيولوجية الحقيقية ويستمر هذا الدفع ما دامت تستجيب لزيادة إنتاجها من الحليب . عادة تسد الحاجة إلى الدفع الغذائي من الأعلاف المركزة وفي حالات خاصة من الممكن استخدام الأعلاف الغضة الجيدة وكذلك الدريس البقولي الجيد فتعطى البقرة 3-4 كغ علف مركز زيادة عن احتياجاتها للإنتاج الفعلي وعند بلوغ الإنتاج المفترض من جديد يضاف إلى العليقة 1-2.5 كغ علف مركز وعلى هذا الشكل يستمر الدفع الغذائي ما دامت البقرة تستجيب لزيادة الإنتاج .
👈تعطي الأبقار عالية الإنتاج عادة كمية من الحليب أكبر من كمية الغذاء التي تستطيع البقرة تناولها وهذا ما يؤدي إلى نقص وزن الحيوان وضعفه ويمكن السماح بنقص 1كغ في اليوم من وزن الحيوان أو 50-100كغ في أول عشر أسابيع من الإدرار وخسارة 1كغ من وزن الحيوان تكفي لتركيب 9كغ حليب . ودور المربي هنا يكمن بتحضير البقرة بشكل صحيح للولادة وذلك بجعل البقرة تعمل على تخزين احتياطي من المواد الغذائية الضرورية في جسمها ، وكذلك بإعطاء البقرة عليقة جيدة ومتوازنة ومؤلفة من أعلاف عالية الجودة تسد الاحتياجات العظمى من المواد الغذائية دون إحداث أي اضطرابات هضمية . يجب أن تتكون العليقة من أعلاف تعطي شهية جيدة للحيوان وأن تستهلك جميع أعلاف العليقة بشكل جيد أيضاً . ولذلك يجب أن لا تزيد رطوبتها عن 60% وكمية الألياف فيها لا تزيد عن 2.5-3كغ للرأس / اليوم مع أدنى مستوى من الأعلاف الجافة الخشنة وبما لا يزيد عن 1.5كغ /100كغ من وزن الحيوان . وتستعمل في هذه الفترة الأعلاف الجافة والغضة فقط ذات النوعية الجيدة وكمية الأعلاف المركزة يجب ألا تزيد عن 50-55% من القيمة الكلية حتى في أعلى إنتاج يومي من الحليب، وفي فترة تواجد المراعي الخضراء في الربيع وبداية الصيف يجب تنظيم فترة الرعي ويجب أن لا تقل مدة رعي الأبقار عن 10-12 ساعة في اليوم والكمية المستهلكة من العلف الأخضر وسطياً لا تزيد عن 15-16كغ ( مادة جافة في اليوم ). ولذلك لسد احتياجات الأبقار عالية الإنتاج من الطاقة في فترة الرعي يجب إعطاءها الأعلاف الخضراء الذابلة، ويجب الانتباه للتغذية المتوازنة للأبقار وعلى الأخص في الفترة الأولى من الإدرار . فنقص البروتين والطاقة في العليقة يؤدي إلى انخفاض المادة الجافة في الحليب أما نقص الكالسيوم أو الخلل بنسبة الكالسيوم إلى الفوسفور يمكن أن يؤدي إلى الشلل الولادي.